فصل: الباب الثالث عشر : فيما أوله سين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


*2*  الباب الثالث عشر فيما أوله شين

1914- شَتَّى يَؤُوبُ الَحْلَبَةُ‏.‏

وذلك أنهم يُورِدُون إبلَهم وهم مجتمعون فإذا صَدَرُوا تَفَرَّقوا، واشتغل كلُّ واحدٍ منهم بحلب ناقته، ثم يؤوب الأول فالأول‏.‏

يضرب في اختلاف الناس وتفرقهم في الأخلاق‏.‏

وشَتَّى‏:‏ في موضع الحال، أي يَؤُوب الحلَبة متفرقين، وشَتَّى‏:‏ فَعْلَى من شَتَّ يشت إذا تفرق‏.‏

1915- شَغَلَتْ شِعاَبِي جَدْوَاى‏.‏

ويروى‏"‏سَعَاتِي‏"‏وهو اسم من سَعَى يَسْعَى، والْجَدْوَى‏:‏ العَطَاء، أي شغلَتْني النفقةُ على عيالي عن الإفضال على غيري‏.‏

قال المنذري‏:‏ سَعَاتي تصحيف وقع في كثير من النسخ‏.‏

1916- شَاكِهْ أباَ يَسَارٍ‏.‏

المُشَاكهة‏:‏ المُشَابهة، وأصل المثل أن رجلا كان يعرض فرساً له على البيع، فقال له رجل يقال له أبو يسار‏:‏ أهذه فرسُكَ التي كنت تصيد الوحْشَ عليها‏؟‏ فقال له صاحب الفرس‏:‏ شَاكِهْ أبا يَسَار، يعني اقْصِدْ في مَدْحك وقارِبِ الموصوفَ في وَصْفك وشابهه وقوله‏"‏أبا يسار‏"‏ نداء لا مفعول شاكه‏.‏

يضرب لمن يبالغ في وصف الشيء‏.‏

1917- شَرٌّ مَا يُجيِئُكَ إِلىَ مُخِّةِ عُرْقُوبٍ‏.‏

ويروى ‏"‏ ما يُشِيئك‏"‏ والشين بدل من الجيم، وهذه لغة تميم، يقال‏:‏ أجَأتُه إلى كذا، أي ألجاته، والمعنى ما ألجأك إليها إلا شر، أي فقر وفاقة، وذلك أن العُرْقُوب لا مخ له، وإنما يُحْوَجُ إليه مَنْ لا يقدر على شيء ‏.‏

يضرب للمضطر جداً‏.‏

1918- شَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ‏.‏

وهو الرأي الذي يأتي ويَسْنَحُ بعد فَوْتِ الأمر، مأخوذ من دبر الشيء، وهو آخره، يقال‏:‏ فلان لا يُصَلِّي الصلاَةَ إلا دَبَرِيّاً، أي في آخر وقتها، والمحدثون يقولون‏:‏ دبريا بالضم‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ دَبَريا ودُبرِيا، وقال أبو الهيثم‏:‏ بجزم الباء، قال القُطَامي‏:‏ ‏[‏ص 359‏]‏

وخَيْرُ الأمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منه * ولَيْسَ بأنْ تَتَبَّعَهُ اتِّبَاعَا

وقيل‏:‏ الدبري منسوب إلى دَبَرِ البعير الذي يعجزه عن تحمل الأحمال، كذلك هذا الرأي يعجز عن حمل عبء الكفاية في الأمور‏.‏

1919- شَرُّ ما رَامَ امْرُؤٌ مالَمْ يَنَلْ‏.‏

لأنه يَتْعَب ثم لا يَحْلَى ولا يفوز بمطلوبه‏.‏

1920- شَرُّ السَّيْرِ الَحْقْحَقَة ‏.‏

يقال‏:‏ هي أَرْفَع السير وأتعبه للظهر، ويقال‏:‏ هي كف ساعة وإتعاب ساعة‏.‏

قال مطرف بن عبد اللّه بن الشِّخِّير لابنه لما اجتهد في العبادة‏:‏ خير الأمور أوساطُهَا، وشر السير الحقحقة‏.‏

1921- شَرُّ المالِ القُلْعَةُ‏.‏

وروى أبو زيد ‏"‏ القلَعة‏"‏ بتحريك اللام - يعني المالَ الذي لا يثبُتُ مع صاحبه مثل العارية والمستأجَر، من قولهم‏:‏ ‏"‏مجلس قُلْعة‏"‏ إذا احتاج صاحبُه كل ساعة أن يقوم وينتقل، يقال‏:‏ إيَّاكَ وصَدْرَ المجلس فإنه مجلس قُلْعة‏.‏

1922- شَرُّ يومَيْهَا وَأَغْوَاهُ لهَا‏.‏

أصْلُه أن امرأة من طَسْمِ يقال لها عنز أخِذَتْ سبيةً فحملوها في هَوْدَج وألْطَفُوها بالقول والفعل، فعند ذلك قالت‏:‏ شَرُّ يَوْمَيْها وأغواه لها، تقول‏:‏ شَرُّ أيامي حين صِرْتُ أكْرَمُ للسِّباء، قال أبو عبيد‏:‏ وفيها بيتٌ سائر وهو‏:‏

شَرُّ يوميها وأغْوَاهُ لهَا * ركبت عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلاَ

وشر نصب على الظرف، والعاملُ فيه باقي البيت، وهو ‏"‏ ركبت عنز بحدج جملا‏"‏وأغوى‏:‏ أفعل من الغيّ، والهاء راجع إلى اليوم على الاتساع، كقوله تعالى ‏(‏بل مكر الليل والنهار‏)‏ وكقول جرير‏:‏

ونمْتَ ومَا لَيْلُ الَمطِيِّ بنائِمِ*

وقوله‏"‏بحدج‏"‏ أي في حِدْج، والحدج والحداجة‏:‏ مركب من مراكب النساء، ومن روى ‏"‏شَرُّ‏"‏ بالرفع أراد هذا شرُّ يوميها، أي يومي إعزازها و إذلاها، وأغواه‏:‏ أي أكثرهما غَيّاً ويجوز أن تعود الهاء في ‏"‏أغواه‏"‏ إلى الشر، ويكون أغوى أفعل من الإغواء وهو الإهلاك، أي‏:‏ أهْلَكُ شر يوميها لها هذا اليوم، وبناء التفضيل من المنشعبة شاذ كقولك‏:‏ ما أعْطَاه للمال، وما أوْلاَه للمعروف‏.‏

1923- شَرُّ أَيَّام الدِّيكِ يَوْمُ تُغْسَلُ رِجْلاَهُ‏.‏

ويقال‏"‏براثنه‏"‏وذلك أنه إنما يُقْصَد ‏[‏ص 360‏]‏ إلى غسل رجليه بعد الذَّبْح والتهيئة للاستواء قال الشيخ علي ين الحسن الباخَرْزِي في بعض مُقَطعاته يشكو قومه‏:‏

ولا أُبَالِي بإذلالٍ خُصِصْتُ به * فيهمْ ومنهم وإنْ خُصُّوا بإعزاز

رِجْلُ الدَّجَاجَةِ لا من عِزِّهَا غُسِلَتْ * ولا مِنَ الذل حِيصَتْ مُقْلَةُ الْبَازِ

1924- شَرُّ الَمالِ مَالاَ يُزَكَّى ولاَ يُذَكَّى ‏.‏

أي‏:‏ لا يُذْبح، يعنون الْحُمُرَ لأنه لا زكاة فيها، لقوله صلى اللّه عليه وسلم ‏"‏ليس في الْجَبْهَة ولا في الكُسْعَة ولا في النُّخَّةِ صدقة ‏"‏ فالجبهة‏:‏ الخيل، والكسعة‏:‏ الحمير، والنخة‏:‏ الرقيق، ويقال‏:‏ البقر العوامل‏.‏

1925- شوَى أَخُوكَ حَتّى إِذَا أَنْضَجَ رَمَّدَ‏.‏

الترميد‏:‏ إلْقَاء الشيء في الرَّمَاد‏.‏ يضرب لمن يُفْسِدُ اصطناعَه بالمنِّ ويُرْدِفُ صَلاَحَه بما يورث سوء الظن‏.‏

ويروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه مَرَّ بدارِ رجل عُرف بالصلاح، فسَمِعَ من داره صوت بعض الملاهي، فقال‏:‏ شَوَى أخوك حتى إذا أنْضَجَ رَمَّدَ‏.‏

1926- شُخْبٌ فِي اْلإِنَاء وشُخْبٌ فِي الأرْضِ‏.‏

يقال‏:‏ شَخَبَ اللبنُ والدمُ، إذا خرج كلُّ واحدٍ منهما من موضعه ممتداً، والغَابِرُ يَشْخُبُ ويَشْخَب، والمصدر الشَّخْب بالفتح والشُّخْب بالضم الاسمُ‏.‏

وأصلُ المثلِ في الحالب يحلب، فتارة يخطىء فيحلب في الأرض، وتارة يُصيب فيحلب في الإناء ‏.‏

يضرب مثلا لمن يتكلم فيخطىء مرة ويصيب مرة‏.‏

1927- شَرَّابٌ بأَنْقُعٍ‏.‏

أي مُعَاود للأمر مرة بعد مرة، وأصله الحَذِرُ من الطير لا يَرِدُ المَشَارِع لكنه يأتي المنافع يشرب منها، فكذلك الرجل الكَيِّسُ الحَذِر لا يتقحَّم الأمور، والأنْقُع‏:‏ جمع نَقْع، وهو الأرض الحرة الطين يستنقع فيها الماء، والجمع نِقَاع وأنْقُع، وهذا مثل قاله ابن جُرَيْج في معمر بن راشد‏.‏

1928- شَرِقَ مَا بَيْنَهُمْ بِشَرّ‏.‏

أي نَشِبَ الشَّرُّ فيهم فلا يفارقهم‏.‏

1929- شُبْ شَوْباَ لَكَ بَعْضُهُ‏.‏

يضرب في الحثِّ على إعانة مَنْ لك فيه منفعة‏.‏ ‏[‏ص 361‏]‏

وهو مثل قولهم ‏"‏احْلُبْ حلبا لك شَطْره‏"‏وقد مر في باب الحاء

1930- شَمِطَ حُبُّ دَعْدٍ‏.‏

دعد‏:‏ اسم امرأة يُصْرَف ولا يُصْرَف، قال الشاعر‏:‏

لم تَتَلَفَّعْ بفَضْلِ مِئْزَرهَا * دَعْدٌ، وَلَمْ تُغْذِ دَعْدُ في الْعُلَبِ

يضرب في قدم المودة وثبوتها‏.‏

1931- شَدَّ لَهُ حَزِيمَهُ‏.‏

ويقال ‏"‏ حَيْزُومَه‏"‏وهما الصدر، ومعناه تشمَّرَ وتأهَّبَ‏.‏

1932- شَرِقَ بِالرِّيقِ‏.‏

أي ضره أقربُ الأشياء إلى نَفْعه، لأن ريقَ الإنسان أقربُ شيء إليه‏.‏

1933- شِنْشنَةٌ أَعْرفُهَا مِنْ أَخْزَمِ‏.‏

قال ابن الكلبي‏:‏ إن الشعر لأبي أخزم الطائي، وهو جَدُّ أبي حاتم أو جَدُّ جَدٍّه، وكان له ابن يقال له أخزم، وقيل‏:‏ كان عاقّاً، فمات وترك بنين فوثَبُوا يوما على جَدِّهم أبي أخْزَمَ فأدْمَوْهُ فقال‏:‏

إنَّ بنَّي ضَرَّجُونِي بالدَّمِ * شِنْشِنَةٌ أعرفُهَا من أخزم

ويروى ‏"‏زَمَّلُوني ‏"‏ وهو مثل ضرجوني في المعنى‏:‏ أي لَطَّخوني، يعني أن هؤلاء أشبهوا أباهم في العُقُوق، والشِّنْشِنة‏:‏ الطبيعة والعادة، قال شمر‏:‏ وهو مثل قولهم‏"‏ العصا من العُصَيَّة‏"‏ ويروى ‏"‏نشنشة‏"‏ كأنه مقلوب شنشنة، وفي الحديث أن عمر قال لابن عباس رضي اللّه عنهم حين شاوره فأعجبه إشارته‏:‏ شنشنة أعرفها من أخزم، وذلك أنه لم يكن لقرشي مثلُ رأى العباسِ رضي اللّه عنه، فشبهه بأبيه في جَوْدة الرأي، وقال الليث‏:‏ الأخزم الذكر، وكمرة خَزْمَاء قصر وترها، وذكَر أخزم، وقال‏:‏ وكان لأعرابي بُنَيٌّ يعجبه، فقال يوما‏:‏ شنشنة من أخزم، أي قطران الماء من ذكر أخذم‏.‏

يضرب في قُرْب الشَّبَه‏.‏

1934- شَرِيقَةُ تَعْلَمُ مَنِ اطَّفَحَ ‏.‏

يقال‏:‏ اطَّفَحَت القِدْرَ - على افْتَعَلْتُ - إذا أخذت طفاحتها، وهي زَبَدُها، وشَرِيقة‏:‏ امرأة ‏.‏

يضرب لمن يعلم كيفية أمر، ويعلم المُذْنِبَ فيه من البرىء‏.‏

1935- شَاهِدُ الْبُغْضِ اللَّحْظُ‏.‏

ومثله في الحب ‏"‏ جَلَّى محبٌّ نظره‏"‏ ومنه قول زهير‏:‏

متى تَكُ فِي صَدِيق أو عَدُوٍّ * تُخَبّرْكَ الْوجُوهُ عَنِ القلوب ‏[‏ص 362‏]‏